شذرات

أنت في دار ضيافة

أن ترى العالَم بمنظار إيماني

 

أنت في دار ضيافة رحمانية
أنت في دار ضيافة رحمانية

 

يتكرر في رسائل النور وصفُ الدنيا بأنها دارُ ضيافة، وأن الإنسان ضيفٌ فيها، ما معنى ذلك؟ وماذا يترتب عليه؟

نبيِّن بعضًا من هذا المعنى في الاقتباسات التالية:

الإنسان ضيفٌ كريمٌ على هذه الدار الدنيا

يقول الأستاذ النورسي: «والإنسانُ ضيفٌ عزيزٌ للرحمن الذي فَتَح له خزائنَ رحمته وسَخّر له بدائعَ صنعته.. […] و[ربُّه] هو السميع العليم القدير الغني الذي جعل الأرض في الصيف مطبخةً لضيوفه يفيض فيوضه في ظروف الرياض، ويملأ أواني الأشجار بلذيذات الأطعمة».

[المثنوي العربي النوري، شَمَّة، ص 357، 365]

❀  ❀  ❀

جميع ما في العالَم خَدَم للإنسانِ ضَيف الرحمن

«مَن أمعن [النظر] في جَلوات الأزاهير وتودُّداتها وتحبُّباتها إلى أنظار ذوي الحياة تيقَّن أن الأزاهير موظفون -من جانبِ حكيمٍ كريمٍ- بالخدمة والتودد لضِيفَان ذلك الكريم النازلين بإذنه في أرضه، وكذلك الحيواناتُ [أي: الحيوانات أيضًا موظفون لخدمة ضيوف الملِك الكريم].

نعم، أين حِسُّ الزهرة وشعورُ البهيمة، وأين دَرْكُ غاياتِ نقوشِ الحِكَم ولطائفِ محاسن الكرم المودَعة في جلوات الأزاهير بتزييناتها، وتطورات الأنعام بمنافعها؟

فما هذه الحالات إلا تَعَرُّفُ ربٍ كريم وتودُّدُه وتَحبُّبُه إلى عباده وضيوفِه جلَّ جلاله وعمَّ نوالُه وشمل إحسانُه».

[المثنوي العربي النوري، حَباب، ص 216 – 217]

❀  ❀  ❀

ما هو حق الضيف في الضيافة؟

القاعدة الشرعية تفيد أن الضيافة التي يقدِّمها صاحب الدار للضيف هي إباحة لا تمليك، بمعنى أنه يحق للضيف أن ينتفع بالضيافة ويستمتع بها على الوجه المشروع، من غير أن يتملكها، بل الملكية باقية لصاحب الدار.

«اعلم أن ما أنعم الله عليك من وجودك وتوابعه، ما هو إلّا إباحةٌ وليس بتمليك؛ فلك أن تتصرَّف فيما أعطاكَ كما يرضى مَن أعطى، لا كما ترضى أنت.. كمن أضاف أحدًا، ليس للضيف أن يُسرف، أو يَصرف فيما لا إذن للمضيِّف فيه».

[المثنوي العربي النوري، حَباب، ص 211]

❀  ❀  ❀

مقالات ذات صلة:

«لستُ أرى الدنيا إلا دار ضيافة»: صورة من تَقلُّل الأستاذ النورسي.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى