هندسة المعرفة.. منهجية اكتساب المعرفة في زمن طوفان المعلومات
قواعد منهجية في بناء المعرفة
هندسة المعرفة.. منهجية اكتساب المعرفة في زمن طوفان المعلومات
مع ثورة الاتصالات، انتقلت البشرية من مشكلة «نُدرة المعلومات» إلى مشكلة «طوفان المعلومات»، حتى بات الإنسان حائرًا يتساءل: ماذا أتعلم؟ بأيّ علمٍ أبدأ؟ بل لماذا أتعلم؟ هنا تَرسم رسائل النور منهجيةً يصح أن تُسمى: هندسة المعرفة.. هي منهجية اكتساب المعرفة في زمن طوفان المعلومات، نُبرزها فيما يلي:
أولًا: ما العلم المطلوب؟ ما العلم الجدير بالتعلم؟
يقدم الأستاذ النورسي الجواب ببيان خصوصية الفطرة الإنسانية التي كرَّم الله بها الإنسان وميزه بها على الحيوان.
يقول الأستاذ النورسي: «اعلم أنه يُفهَمُ من كمالِ ذكاوةِ الحيَوان وقتَ خروجه إلى الدنيا، ومِن مهارته في العلم العملي المتعلقِ بحياته، أن إرساله إلى الدنيا للتعمُّل، لا للتكمُّل بالتعلم.
ويُفهَمُ مِن كمالِ جهالةِ الإنسان وعجزِه وقتَ إخراجه إلى الدنيا واحتياجِه إلى التعلم في كلِّ مَطالبه وفي جميعِ عمره، أن إرساله إلى الدنيا للتكمُّل بالتعلم والتعبد، لا للتعمُّل.
وما عَمَلُه المطلوبُ إلا تنظيمُ أعمالِ ما سخَّره الله له من النباتات والحيوانات والاستفادةُ من نواميس الرحمة، وإلا الدعاء والالتجاء والسؤال والتضرع والتعبد لمن سخَّر له -مع نهايةِ ضعفه وعجزه وغاية فقره واحتياجه- هذه الموجودات.
وما عِلْمُه المقبولُ إلا معرفةُ مَن كرَّمه وسخَّر له وجَهَّزه للعبادة والسعادة، بتعلُّمِ حكمةِ الكائنات بوجهٍ ينتج معرفةَ خالقها بأسمائه وصفاته وجلاله وجماله وكماله، وغيرُ هذا الوجه إما مالايعنياتٌ أو ضلالاتٌ.
اللهم اجعلنا لك عبيدًا في كل مقام، قائمين بعبوديتك، متضرعين لألوهيتك، مشغولين بمعرفتك».
[المثنوي العربي النوري، رسالة «نور»، ص 465 – 466]
❀ ❀ ❀
ثانيًا: العلوم نوعان
يزيد النورسي الأمر بيانًا فيقول:
«العِلْم قِسمان..
قسمٌ يكفي معرفتُه مرة، والتفكُّرُ فيه مرةً أو مرتين.
وقسمٌ آخَر كالخبز والماء، يَحتاج الإنسان إلى التفكُّر فيه في كلِّ وقت، ولا يمكنه أن يقول: لقد فهمتُه من أول مرة واكتفيت. وإن العلوم الإيمانية هي من هذا القسم، ومعظمُ «رسائل النور» التي بأيديكم هي من هذا القبيل إن شاء الله».
[رسائل النور، ملحَق بارلا، ص 314]
❀ ❀ ❀
ثالثًا: تعلّم ما ينفع
يقول الأستاذ النورسي واعظًا نفسَه على اشتغالها بما لا ينفع:
«وتَعلمين يا نفسُ أنكِ من حيث الاستعداداتُ: فوقَ جميع الحيَوانات، وأنكِ من حيث الاقتدارُ على تأمين لوازم الحياة: أدنى من العصفور؛ فهلَّا فَهِمْتِ مِن هذا أن وظيفتَكِ الأصليةَ ليست الكَدَّ كالحيوانات، بل السعيُ كإنسانٍ حقيقيٍّ لحياةٍ دائمةٍ حقيقية؟!
ومع ذلك فأكثرُ ما تتعلَّلين به من المشاغل الدنيوية إنما هي مشاغلُ لا تَعنيكِ ولا تعود إليكِ، تخوضين فيها بفضُولٍ وتخليط، فتُهْملين ما هو ألزَم، مُمضِيةً وقتَكِ في معلوماتٍ غيرِ لازمةٍ أصلًا كأنَّما لكِ آلافُ السنين من العُمُر، وتُنفقينَ وقتَك القيِّمَ في أشياءَ غيرِ قيِّمة، وتسألين –مثلاً- عن كيفيةِ الحَلَقات حول زُحَل، أو: كم هو عدد الدجاج في أمريكا؟ كأنك تكسبين كمالاً من علم الفلك وفنِّ الإحصاء!!».
[الكلمات، الكلمة الحادية والعشرون، المقام الأول، الإيقاظ الخامس]
❀ ❀ ❀
رابعًا: الهدف من تعلم العلوم الطبيعية والكونية
يوضح الأستاذ النورسي الغاية التي ينبغي استحضارها في تعلم العلوم المادية الحديثة فيقول:
«اعلم أن الأهمَّ الألزمَ بعد علوم الإيمان إنما هو العمل الصالح؛ إذِ القرآن الحكيم يقول على الدوام: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
نعم هذا العمرُ القصيرُ لا يكفي إلا لما هو أهَمُّ، وأما العلومُ الكونيةُ المأخوذةُ من الأجانب فمُضِرّة، إلا للضرورة.. وللحاجات.. وللصنعة.. واستراحة البشر».
[المثنوي العربي النوري، حَباب، ص 219]
❀ ❀ ❀
خامسًا: المنظار المعرفي أهم من المعرفة نفسها
كانت هذه خلاصة عمر طويل وتجربة عميقة يلخصها النورسي في كلمات فيقول:
«اعلم أني حَصَّلتُ في أربعين سنةً في سَفَرِ العمر وثلاثين سنةً في سَيْرِ العلم أربعَ كلمات، وأربعَ جُمَل، سيَجيء تفصيلُها، أشيرُ هنا إلى الإجمال.
أما الكلمات فهي: (1) المعنى الحرفي، و(2) المعنى الاسمي، و(3) النية، و(4) النظر.
أعني: أن النظر إلى ما سواه تعالى لا بد أن يكون بالمعنى الحرفي وبحسابه تعالى، وأن النظر إلى الكائنات بالمعنى الاسمي -أي بحسابِ الأسباب- خطأٌ؛ ففي كل شيءٍ وجهان: وجهٌ إلى الحق، ووجهٌ إلى الكون، فالتوجه إلى الوجه الكوني لا بد أن يكون حَرفيًّا وعنوانًا للمعنى الاسمي الذي هو جهةُ نسبتِه إليه تعالى، مثلًا: لا بد أن تُرى النعمةُ مرآةً للإنعام، والوسائطُ والأسبابُ مَرايا لتصرف القدرة.
وكذا إن النظر والنية يُغيِّران ماهياتِ الأشياء، فيَقلِبان السيئاتِ حسناتٍ كما يَقلِبُ الإكسيرُ الترابَ ذهبًا، كذلك تَقلِبُ النيةُ الحركاتِ العاديةَ عباداتٍ، والنظرُ يَقلِبُ علومَ الأكوان معارفَ إلهيةً، فإن نُظِرَ بحساب الأسباب والوسائط فجهالاتٌ، وإن نُظِر بحساب الله فمعارفُ إلهية».
[المثنوي العربي النوري، رسالة «قطرة»، المقدمة، ص 117]
❀ ❀ ❀
العلوم الفلسفية لَوَّثتْ روحي وأعاقتْ رُقِيِّيَ المعنوي
في هذا الصدد يسرد النورسي تجربته مع العلوم الفلسفية والطبيعية، وكيف أنه بغياب المنظر الإيماني تتحول إلى ظلمات ومعيقات معنوية، يقول رحمه الله:
«بعد أنْ عُدتُ من الأَسر أقمتُ في أحد المنازل الراقية المُقامة على مرتفعِ «چاملِجه» بإسطنبول، وكان يقيم معي ابنُ أخي «عبدُ الرحمن» رحمه الله، ويمكن أن تُعَدَّ حياتي هذه من الناحية الدنيوية أسعدَ حياةٍ لأمثالنا؛ فقد نجوتُ من الأَسر، وتيسَّر لي السبيل في «دار الحكمة» لنشرِ العلم بأفضل أسلوبٍ يناسب مسلكي العلمي، وأقبلتْ عليَّ الشُّهرةُ والجاهُ بما يفوق حدِّي كثيرًا، فضلًا عن أن الموقع الذي كنتُ أقيم فيه يُعدُّ أجمل بقعةٍ في إسطنبول، أعني «چاملِجه»، وكلُّ شيءٍ لديَّ على ما يرام، ومعي مَن هو في غايةِ الذكاء والتضحية، أقصِد ابنَ أخي «عبدَ الرحمن» رحمه الله، إذْ كان ليَ التلميذَ، والمساعِدَ، والكاتبَ، والابنَ المعنوي.
وبينما كنت أعدُّ نفسي أسعدَ إنسانٍ في الدنيا، إذْ نظرتُ ذات يومٍ في المرآة، فرأيتُ شَيبًا يخالط شعري ولحيتي، وإذا بتلك اليقظة الروحية التي حَصَلَتْ لي في جامع «كوسْتْروما» زمانَ الأَسْر تعودُ من جديد، فرُحْتُ أُدقِّق في الأحوال والأسباب التي تعلقتُ بها قلبيًّا وظننتُها مصدَر السعادة الدنيويَّة، فما دقَّقتُ في شيءٍ منها إلا وجدتُه واهيًا خَدَّاعًا لا يستحقُّ التعلُّقَ به؛ وكنتُ لَقِيتُ في تلك الآونة خيانةً غيرَ متوقَّعةٍ وغدرًا لا يخطر بالبال من شخصٍ كنتُ أعدُّه أعزَّ الأصدقاء، فاعترتْني حالةُ انقباضٍ واستيحاشٍ من الحياة الدنيوية، وقلتُ لقلبي: أتُراني مخدوعًا تمامَ الخديعة؟! إنني أرى كثيرًا من الناس ينظرون إلى حالنا نظرَ الغِبطة، بينما هي حالٌ تدعو للرثاء من زاوية الحقيقة.. فهل جُنَّ هؤلاء الناس؟ أم أنا مَن جُنِنتُ فرأيتُ هؤلاء المفتونين بالدنيا مجانين؟!
وعلى كلِّ حالٍ.. فإنني بهذه اليقظة الشديدة التي أحدثَتْها فيَّ الشيخوخةُ رأيتُ أوَّلَ ما رأيتُ فناءَ ما تعلَّقتُ به من أشياء زائلةٍ فانية، وتأمَّلتُ في نفسي فرأيتُها في منتهى العجز، فهَتَفَتْ روحي التي تَنشُد البقاء، والتي فُتِنَتْ بالفانيات إذْ توهَّمتْ فيها البقاء.. هَتَفَتْ بكلِّ قوتها قائلةً: ما دمتُ سأَفنى جسدًا فأيُّ خيرٍ يُرجى من هذه الفانيات؟ وما دمتُ عاجزةً فماذا عساي أن أنتظر من هؤلاء العَجَزَة؟
وشرَعْتُ أبحث قائلًا: إنما يجدُ الدواءَ لدائي مَن هو قديرٌ أزليّ، باقٍ سرمديّ، وأخذتُ أبحث عن رجاءٍ وسُلوان، فراجعتُ أوَّلَ ما راجعتُ العلومَ التي حصَّلتُها في سالفِ عهدي، غير أني للأسف، كنتُ حتى ذلك الحين قد ملأتُ جعبتي -إلى جانب العلوم الإسلامية- بعلومٍ فلسفيَّةٍ ظننتُها بخطأٍ بالغٍ أصلَ التكمُّل ومَصدَرَ الثقافة والتنوُّر، والحالُ أن هذه المسائل الفلسفيَّة كثيرًا ما لوثَّثْ روحي وأعاقتْ رُقِيِّيَ المعنويَّ؛ وبينما أنا في تلك الحال إذا بالحكمة القدسية التي جاء بها القرآن الحكيم تهُبُّ لنجدتي رحمةً من الله وكرمًا، فغسلتْ عن روحي أدرانَ تلك المسائل، وطهَّرَتْها منها كما بَيَّنّا في كثيرٍ من الرسائل.
فمن ذلك أن الظلمات الروحيةَ الناشئةَ عن علومِ الحكمة [أي الفلسفة] كانت تَخنُق روحي وتشدُّها إلى عالَم الكائنات، فكنتُ حيثُما قلَّبتُ نظري وبحثتُ عن النور في تلك المسائل لم أجده فيها، بل أجدني ضَيِّقَ الصدر، إلى أن جاءني التوحيدُ الصادرُ من القرآنِ الحكيم، المُلقَّنُ بجملةِ: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ [البقرة:163]، وانبثقَ نورًا ساطعًا فبدَّدَ الظلمات وشرحَ الصدر؛ غير أن النفس والشيطان هَجَما على العقل والقلب مستندَيْن إلى الدروس التي تعلَّماها من أهل الضلالة وأهل الفلسفة، لكنَّ المناظراتِ النفسيَّةَ في ذلك الهجوم حُسِمَتْ بانتصار القلب، ولله الحمد.
وقد دُوِّنَت بعضُ تلك المناظرات في العديد من الرسائل، فنكتفي بها؛ إلا أننا لأجل أن نعرِضَ انتصارًا قلبيًّا من ألوفِ تلك الانتصارات، سنبيِّنَ هنا برهانًا واحدًا من آلافِ تلك البراهين، عساه يُطهِّرُ أرواحَ شيوخٍ مُسِنِّين كانوا لوَّثوا في زمن الشباب أرواحَهم، وأسقموا قلوبَهم، واسترسلوا مع أنفسِهم: إما بالضلالة، وإما بالانشغال بما لا يَعنيهم، وذلك حين أصابوا شيئًا مما يُسمَّى الحكمةَ الأجنبيةَ أو علومَ المدنيَّة؛ وعساه يُخلِّصُهم من شرورِ النفس والشيطان فيما يتعلَّق بالتوحيد؛ نبيِّن هذا البرهان على النحو التالي […]».
[سيرة بديع الزمان، حياته الأولى، ص 156 – 158]
[اللمعات، اللمعة السادسة والعشرون، الرجاء الحادي عشر]
❀ ❀ ❀
صحوة روحية تُحوِّل المعارفَ المادية إلى مَعارف إلهية
كان من طلاب النور طبيبٌ أورثتْه قراءةُ رسائلِ النور صحوةً ويقظة، فأرسل إليه الأستاذ النورسي رسالةً يقول فيها:
«مرحبًا بك أيها الصديق الوفيُّ العزيز، والطبيب الموفَّق الذي اهتدى إلى تشخيص مرضه.. إن الصحوة الروحية التي بيَّنْتَها بحماسٍ في رسالتك جديرةٌ بالتهنئة والتبريك.
اِعلم أن أغلى ما في الموجودات: الحياة؛ وأن أثمن ما في الوظائف: خدمة الحياة؛ وأن أجلَّ ما في خدمات الحياة: السعي لتحويل الحياة الفانية إلى حياةٍ باقية.
أما قيمةُ هذه الحياة وأهميتُها فليست إلا باعتبارها نواةً ومبدأً ومنشأً للحياة الباقية، وإلا فإنَّ حصْرَ النظر في هذه الحياة الفانية على نحوٍ يُفسِد الحياة الأبدية ويُسمِّمها ليس إلا حماقة؛ وهو أشبهُ بتفضيلِ لمعةِ برقٍ خاطفة على شمسٍ سرمديةٍ.
وإن الأطباء الماديين الغافلين هم أشدُّ الناس مرضًا بمنظار الحقيقة؛ غير أنهم إذا تمكنوا أن يتناولوا ترياقَ العلاجِ الإيماني من صيدلية القرآن القدسية، داوَوا أمراضهم وداوَوا جراحات البشرية كذلك؛ ومثلما كانتْ صحوتُك هذه بلسمًا لجراحك، فإنها ستكون دواءً لأسقامِ الأطباء الآخرين كذلك إن شاء الله.
وأنت تَعلم أن إدخال سُلوانٍ معنوي على قلبِ مريضٍ يائسٍ قانطٍ قد يكون أنفع له من ألف دواء، إلا أن الطبيب الغارق في أوحال الطبيعة يزيد ذلك المريضَ المسكين ظُلمةً فوق يأسه المرير؛ فعسى أن تجعلَ منك صحوتُك هذه طبيبًا يُشِعُّ النور ويبعث السُّلوان والأمل لأمثال أولئك المساكين إن شاء الله.
تَعْلمُ أن العمر قصير، وأن الواجبات كثيرة؛ ولعلك إن فتَّشتَ المعلومات التي في ذهنك -كما فعلتُ أنا- وجدتَ فيها أمورًا كثيرةً شبيهةً بأكوام حطبٍ لا حاجة لها ولا أهمية، ولا فائدة ترجى منها؛ ولقد أجريتُ تفتيشًا كهذا فوجدتُ أمورًا كثيرةً لا لزوم لها؛ ولهذا لا بد من تحري وسيلة تجعلُ من تلك المعلومات العلمية والمعارف الفلسفية علومًا نافعةً منوَّرةً تنبض بالحياة؛ فاسألِ الله جلَّ شأنه أن يمُنَّ عليك بصحوةٍ توجِّه فكرَك في سبيل الحكيم ذي الجلال سبحانه، وتُضرِم النار في أكوام الحطب تلك فتُحيلُها نورًا، وتغدو تلك المعارف العلمية التي لا لزوم لها معارفَ إلهيَّةً نفيسة.
صديقي اللبيب.. إن القلب ليرغب أيَّما رغبةٍ في أن يَبرز أشخاصٌ من أهل العلوم الحديثة كالسيد «خلوصي»، يشعرون بالحاجة واللهفة إلى الأنوار الإيمانية والأسرار القرآنية؛ وبما أن بمقدور «الكلمات» أن تخاطب وجدانك فعُدَّ كلَّ رسالةٍ منها رسالةً واردةً إليك لا من شخصي بل من دلَّالٍ للقرآن، واعتبرها وصفةً من صيدلية القرآن القدسية؛ واجعلها وسيلة مجالسةٍ وحضورٍ في الغَيبة.
هذا ولك أن تراسلني متى شئت، لكن لا تتضايق إنْ لم أردَّ بجواب، فأنا منذ القديم قلَّما أكتب الرسائل، حتى إنني لم أكتب إلى شقيقي سوى جوابٍ واحدٍ منذ ثلاث سنوات برغم رسائله الكثيرة إلي».
[سيرة بديع الزمان، حياته في بارلا، 267 – 268]
❀ ❀ ❀