الطريق إلى الله

لا رياء في إظهار الشعائر

قاعدة في تمييز الأعمال التي لا يقع فيها الرياء

 

يسأل بعض السالكين في الطريق إلى الله: ما القاعدة في تمييز الأعمال والعبادات التي يبقى فيها الإخلاص مصونًا، فلا يداخلها الرياء وإن أداها صاحبها أمام الناس؟

يجيب الأستاذ النورسي على هذا برسالة بعث بها إلى بعض إخوانه يقول فيها:

«إخواني الأعزاءَ الأوفياءَ الخالصين المخلِصين.. أصحابي في الخدمة القرآنية الجادِّين الحقيقيين..

وَرَدَ إلى القلب إخطارٌ قويٌّ بمناسبةِ بَدء انتشار «لَمعة الإخلاص» في «إسبارطة» وفيما حولَنا، وبجهةِ وقوع حادثتَين طفيفتَين مؤخَّرًا، فستُكتَب ثلاثُ نقاطٍ بخصوص الرياء.

الأُولى أن الرياء لا يَدخل على الفروضِ والواجبات، ولا على الشعائر الإسلامية، أو اتباعِ السُّنَّة السَّنِية، أو تركِ المحرمات، فلا رياء في إظهار شيءٍ من ذلك، إلا أن يكون المرء مُرائيًا بطبعه مع ضعفٍ شديدٍ في إيمانه.

بل لقد بَيَّن الأكابرُ كحجةِ الإسلام الإمامِ الغزاليِّ رضي الله عنه أن إظهار العبادات المتعلقةِ بالشعائر الإسلامية أعظمُ أجرًا من إخفائها؛ فإذا كان إخفاءُ سائرِ النوافل له أجرٌ عظيم، فإن إظهارَ ما يتعلق منها بالشعائر، لا سيما ما يُظهِر شرفَ اتباع السُّنَّة في زمان البِدَع هذا، وكذا إظهارُ التقوى باجتناب المحرَّمات وسط انتشار الكبائر هذا: ليس من الرياء في شيء، بل هو أعظم من الإخفاء أجرًا وإخلاصًا بدرجاتٍ كثيرة».

[ملحق قسطمونو، ص 215]

*     *     *

وقريبٌ من هذا المعنى يذكر الأستاذ قاعدة في هذا الأمرفيقول:

«اعلم أن الذكر من شأنه أن يكون من الشعائر، والشعائرُ أرفعُ من أن تنالها أيدي الرياء».

[المثنوي العربي النوري، رسالة «حَبَاب»، ص 185]

❀  ❀  ❀

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى