في صحبة الأستاذ

ما ضرَّ إن متُّ في سبيل دفعِ منكَر؟!

صورة من جرأة النورسي في النهي عن المنكر

ما ضرَّ إن متُّ في سبيل دفعِ منكَر؟!
دار الوالي العثماني في بتليس

فيما يلي حادثة تُبرز صورةً من جرأة بديع الزمان في الصدع بالحق والنهي عن المنكر.. جاء في كتاب: “سيرة مؤلِّفِ رسائل النور”:

«حين كان المُلّا سعيد في «بِتْليس» بلَغَه يومًا أن للوالي مجلسًا يشرب فيه الخمر مع بعض رجاله، فقال غاضبًا: لا أقبل أن يَرتكِب هذا الفعلَ شخصٌ يمثِّل الحكومةَ في مدينةٍ متديِّنةٍ كـ«بِتْليس».

وذهب من فوره إلى المجلس واستهلَّ كلامه بحديثٍ شريفٍ حول الخمر، ثم شرع يكلِّمهم كلامًا شديدَ اللهجة، واضعًا يده على مسدَّسه لاحتمال أن يشير الوالي لمن حولَه بأن ينهالوا عليه ضربًا، إلا أن الوالي كان رجلًا على درجةٍ عاليةٍ من الحلم والنخوة، فلم يَنبِس ببنتِ شفة.
ولما غادر المُلَّا سعيدٌ المجلس، قال له مساعد الوالي مُستنكِرًا: ماذا فعلتَ؟! إن الكلام الذي قُلْتَه يستوجب إعدامك.
فردَّ سعيدٌ الشابُّ: لم يخطر ببالي الإعدام، ظننتُ الأمرَ لا يتعدى السجن أو النفي، لكن على أيَّةِ حال ما ضرَّ إنْ مِتُّ في سبيل دفعِ منكَر؟!
وبعد عودته من المجلس بنحو ساعتين أرسل الوالي شرطيَّيْن في طلبه، فذهب معهم، فلما دخل عليه استقبله الوالي باحترامٍ وتعظيم، وأراد أن يقبِّل يده، وقال مُرَحِّبًا: لكلِّ إنسانٍ أستاذُه، وأنت أستاذي».

__________________

المصدر: سيرة بديع الزمان، حياته الأولى، ص 60.

❀  ❀  ❀

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى