في صحبة الأستاذ

أَرِني كرامةً من كراماتك!!

أنا دلّال في محل مجوهرات القرآن.. لست بائع بالونات

أرِني كرامة من كراماتك

أرني كرامة من كراماتك!
“أنا دلَّالٌ في محل مجوهرات فاخر.. لست بائع بالونات” النورسي

يحكي المحامي «كمال طان أر» موقفًا طَلَبَ فيه من الأستاذ النورسي أن يُرِيَه كرامةً من كراماته.. يقول:

كنت طالبًا في الصف النهائي بكلية الحقوق، وكان علينا أن نـزور المحاكم والسجون، ذهبت إلى سجن «أسكي شهير» يومًا لزيارة الأستاذ، وعندما دخلت عليه رأيته جالسًا على سجادته منشغلًا بالأوراد عقب الصلاة، قبَّلتُ يده وقلت له:
– أستاذي، يقال إنه يظهر على يديكم كثير من الكرامات الغيبية، بَيْدَ أني لم أَرَ أيًّا من الأحوال الخارقة منكم، فإن كانت تلك الأحوال موجودةً فعلًا فأظهروها أمامي، ولتَمْشِ مسبحتكم هذه مثلًا.
تبسم الأستاذ، وذكر لي هذه الحكاية ليوضح الأمر:
– كان لأحدهم ولد يحبه كثيرًا، فهو وحيده، أخذه ذات يومٍ إلى محل المجوهرات ليشتري له بعض الهدايا الثمينة من الألماس والجواهر حسب رغبة ابنه المحبوب، تعبيرًا عن شدة حبه له.
وكان صاحب المحل قد زين محله ببالونات ملونة متنوعة على سقف المحل ليلفت نظر الزبائن، وعندما دخل الطفل هذا المحل المزين بالبالونات لفتت نظره ألوانها الجذابة، فقال باكيًا:
– أبي! أريد أن تشتري لي من هذه البالونات.. أريد البالونات..
– يا صغيري الحبيب، سأشتري لك مجوهرات ثمينة وألماسات غالية.
ولكن الطفل ألح في طلب البالونات.
وبعد أن أنهى الأستاذ هذا المثال قال: أخي أنا لست إلا دلالًا في محل جواهر القرآن الكريم وخادمًا فيه، ولست ببائع بالونات ملونة، فلا أبيع في محلي بالونات، وليس في محلي وسوقي إلا الألماس الخالد للقرآن الكريم، فأنا منشغل يا أخي بإعلان نور القرآن.
ففهمت ما يقصده الأستاذ وأدركت خطأي.

___________

المصدر: كتاب الشهود الأواخر، 2 / 5 – 6.

❀  ❀  ❀

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى