من هو سعيد النورسي؟

الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي عالِمٌ رباني جليل، وإمامٌ مرشدٌ مجدِّد، وأحد أبرز رجال الدعوة والإصلاح في زماننا، وقَفَ أنفاسَ حياته لإنقاذ الإيمان وخدمة القرآن بصدقٍ وإخلاص، فجعله الله تعالى إمامًا يَهدي به كثيرًا من عباده، وينوِّر به البصائر والقلوب، ولا تزال مؤلَّفاته «رسائل النور» ناطقةً بدعوته قائمةً بوظيفته.

وُلِد عام 1877 في نُوْرْس شرقي الدولة العثمانية، وطَلَب العلم في سنٍّ مبكِّر فكان أعجوبةً في العلم والفهم؛ ثم ضَمَّ إلى علومِ الشريعة علومَ الطبيعة فكان قارئًا فذًّا للكتاب المسطور مع الكتاب المنظور حتى سُمِّي ببديع الزمان.

سعى النورسي في نهضة أمته على نورٍ وبصيرة، فكان طرازًا فريدًا من رجال النهضة والإصلاح في أبرز الميادين.

جاهدَ النورسيُّ الجهادَين الماديَّ والمعنوي: جاهدَ المحتلَّ الأجنبي أواخرَ الدولة العثمانية، ثم جاهد الكفرَ والطغيان بعد قيام الجمهورية التركية، وتحمل في سبيل ذلك صنوف الأذى والشدائد صابرًا محتسبًا.

قضى النورسي حياته مرابطًا على ثغر الإيمان بعزةٍ وثباتٍ لا يخشى في الله أحدًا ولا يخاف لومة لائم، إلى أن توفّاه الله طيِّبَ الذكر باقيَ الأثر، وكانت وفاته في مدينة أورفا سنة 1960.

إن الحديث عن الأستاذ النورسي شائقٌ مسترسلٌ متعدد الجوانب، ولا يمكن لمقالةٍ موجزةٍ أن توفّيه حقَّه من التعريف، لذا أفردنا له بابًا مستقلًّا في هذا الموقع تحت عنوان: في صحبة الأستاذ، وهو يضم مقالات متنوعة تتناول جوانب من حياته وشخصيته رحمه الله.

 

زر الذهاب إلى الأعلى